شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٤٨
قوله وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون ش تقدم الحديث الثابت في السنن وصححه الترمذي عن العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد الينا فقال أوصيكم بالسمع والطاعة فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلاله وترتيب الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين في الفضل كترتيبهم في الخلافة ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما من المزية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباع سنة الخلفاء الراشدين ولم يأمرنا في الاقتداء في الافعال إلا بأبي بكر وعمر فقال اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر وفرق بين اتباع سنتهم والاقتداء بهم فحال أبي بكر وعمر فوق حال عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين وقد روي عن أبي حنيفة تقديم علي على عثمان ولكن ظاهر مذهبه تقديم عثمان على علي وعلى هذا عامة أهل السنة وقد تقدم قول عبد الرحمن بن عوف لعلي رضي الله عنهما إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان وقال أيوب السختياني من لم يقدم عثمان على علي فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار وفي الصحيحين عن ابن عمر قال كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان
(٥٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 ... » »»