شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٣٢
قيل لليهود من خير أهل ملتكم قالوا أصحاب موسى وقيل للنصارى من خير أهل ملتكم قالوا أصحاب عيسى وقيل للرافضة من شر أهل ملتكم قالوا أصحاب محمد لم يستثنوا منهم الا القليل وفيمن سبوهم من هو خير ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة وقوله ولا نفرط في حب أحد منهم أي لا نتجاوز الحد في حب أحد منهم كما تفعل الشيعة فنكون من المعتدين قال تعالى * (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) * وقوله ولا نتبرأ من أحد منهم كما فعلت الرافضة فعندهم لا ولاء إلا ببراء أي لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأهل السنة يوالونهم كلهم وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب فإن ذلك كله من البغي الذي هو مجاوزة الحد كما قال تعالى * (فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) * وهذا معنى قول من قال من السلف الشهادة بدعة والبراءة بدعة يروى ذلك عن جماعة من السلف من الصحابة والتابعين منهم أبو سعيد الخدري والحسن البصري وإبراهيم النخعي والضحاك وغيرهم ومعنى الشهادة أن يشهد على معين من المسلمين أنه من أهل النار أو أنه كافر بدون العلم بما ختم الله له به وقوله وحبهم دين وإيمان وإحسان لأنه امتثال لأمر الله فيما تقدم من النصوص وروى الترمذي عن عبد الله بن مغفل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله
(٥٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 ... » »»