البدعة - السيد علي الأمير الصنعاني - الصفحة ٦٧
رأوا ضعفاء الناس الذين هم أتباع الرسل قد اجتمعوا للذكر نفروا، (وإذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) (1).
قال تعالى في القائلين في النار: (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون * قال اخسئوا فيها ولا تكلمون * إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين * فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون * إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون) (2).
فتأمل هؤلاء أهل الذكر كيف كانوا رحمة لمن ذكر الله تعالى معهم، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، وعذابا على الذين اتخذوهم سخريا، حتى أنسوهم ذكر الله تعالى، لأنهم اشتغلوا بالسخرية بهم، والتفكه بأعراضهم حتى أنسوهم ذكر الله تعالى فكانوا مذكرين لقوم ومنسين لآخرين. وهكذا القرآن يقول الله

(1) 35: الصافات.
(2) 107 - 111: المؤمنون.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 » »»