وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٧٩
وعن سفيان قال: " استتاب أصحاب أبي حنيفة أبا حنيفة مرتين أو ثلاثا " وكان سفيان شديد القول في الإرجاء والرد عليهم (1).
يقول ابن عبد البر: " وممن طعن عليه وجرحه محمد بن إسماعيل البخاري، فقال في كتابه الضعفاء والمتروكين: أبو حنيفة النعماني بن ثابت الكوفي، قال نعيم بن حماد:
حدثنا يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ سمعنا سفيان الثوري يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين، وقال نعيم الفزاري: كنت عند سفيان بن عيينة، فجاء نعي أبي حنيفة، فقال: كان يهدم الإسلام عروة عروة، وما ولد في الإسلام مولود شر منه. هذا ما ذكره البخاري " (2).
وقال الألباني: " إن الإمام (رحمه الله) - يقصد أبا حنيفة - قد ضعفه من جهة حفظه:
البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن عدي، وغيرهم من أئمة الحديث " ثم ذكر أقوالهم (3).
ولم يسلم أبو حنيفة من التكفير في هذا العصر، فقد كفره زعيم السلفية في مصر حامد الفقهي (4).
أما الإمام مالك بن أنس، فقال فيه ابن عبد البر: " وقد تكلم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة كرهت ذكره وهو مشهور عنه، قال إنكارا منه لقول مالك في حديث البيعين بالخيار، وكان إبراهيم بن سعد يتكلم وكان إبراهيم بن يحيى يدعو عليه، وتكلم في مالك أيضا - فيما ذكره الساجي في كتاب العلل - عبد العزيز ابن أبي سلمة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن إسحاق وابن أبي يحيى وابن أبي الزناد، وعابوا أشياء من مذهبه، وتكلم فيه غيرهم لتركه الرواية عن سعد بن إبراهيم، وروايته

1 - العلل ومعرفة الرجال، وصححه وصي الله عباس: 3 / 239.
2 - الانتقاء: ص 150.
3 - سلسلة الأحاديث الضعيفة: 1 / 465 عند حديث رقم: 458.
4 - راجع سر تأخر العرب والمسلمين، محمد الغزالي: ص 53 - 54.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 85 ... » »»