الأئمة الأربعة أموات وهذه عقبة أخرى، إذ كيف نأخذ ديننا عنهم وقد ماتوا قبل أكثر من ألف ومئتي سنة؟! فإن قيل: نأخذ بأقوالهم المدونة، قلنا: والمسائل المستحدثة كيف سيجيبوننا عنها ؟ وإذا كان الدين لا يؤخذ إلا عنهم فكيف عاش المسلمون قبلهم وإلى من رجعوا في معرفة الإسلام؟
فهل كانوا قبل أن يصلوا إلى درجة الاجتهاد: في ضلال؟ وإذا قلتم أن الإسلام لا يؤخذ إلا منهم فقد حكمتم على أتباع المذاهب الأخرى بالضلال كالسلفية والمذاهب القديمة كالثوري والأوزاعي وابن أبي ليلى وغيرهم.
لا ترجيح بين المذاهب ومن هذه العقبات التي تقف أمامنا أننا إذا أردنا أن نختار أحد المذاهب الأربعة لكي نتبعه فلا نستطيع أن نرجح مذهبا على آخر لأنه سيكون ترجيحا بلا مرجح وهو فاسد عقلا وشرعا. ثم لو أننا أخذنا المذهب الشافعي دون غيره فقد حكمنا على من خالف الشافعي بالضلال، وكذلك إذا اخترنا مذهب أبي حنيفة نحكم على من خالفه بالضلال، لأننا نعلم أن الحق واحد لا يتعدد، فلا يمكن أن يكون الأربعة مصيبين في مسألة واحدة وهم مختلفون فيها؟!!
الأئمة الأربعة لم يروا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الأئمة الأربعة لم يروا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يسمعوا منه، وبينهم وبينه أكثر من مئة