وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٥٨٥
العسكري (عليه السلام): " فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه " (1).
ومن هنا فإن الشيعة يرجعون للعلماء لمعرفة أحكام الإسلام. فبعد دراسة لمختلف العلوم الإسلامية يقوم المجتهد - الذي تتوفر فيه شروط المرجعية ويسمى بالمرجع - بكتابة رسالة عملية وهي عبارة عن كتاب يحوي مسائل الفقه فيأخذه العامي ويطبق ما فيه من أحكام. والتقليد يكون في المسائل الشرعية، أما الجانب العقيدي فلا تقليد فيه.
هذه صورة مختصرة عن كيفية تلقي الإسلام بعد الغيبة الصغرى، ومن أراد التوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى كتب الإمامية المختصة بهذا الشأن.
ولا بد من القول إن علماء الإمامية يعتمدون في استنباط الأحكام الشرعية على الكتاب والسنة وكفى بهما من مصدرين.
قال أحمد أمين: " ومنحى الفقه الشيعي يشبه الفقه السني في اعتماده على الكتاب والسنة " (2).
وقال أبو زهرة: " ولا شك أنها - الشيعة - في كل ما تقول تتعلق بنصوص قرآنية أو أحاديث منسوبة إلى النبي " (3).
وقال الأستاذ محمد النبهان - مدير دار الحديث الحسنية الرباط -: " ونستطيع أن نقول أن المنهج الاجتهادي للمذهب الشيعي مستمد من المنهج الذي اعتمده الإمام الصادق " (4).

١ - الاحتجاج: ٢ / 263.
2 - ضحى الإسلام: 3 / 276.
3 - تاريخ المذاهب الإسلامية: ص 39.
4 - المدخل للتشريع الإسلامي: ص 299.
(٥٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 580 581 582 583 584 585 586 587 588 589 590 ... » »»