توطئة:
لقد بينا فيما سبق طبيعة المشروع الذي أعده الله لإنقاذ البشرية وإسعادهم، متمثلا بقيادة آل البيت، فكريا وسياسيا. وارتأيت أن أقدم للقراء شيئا من سيرة هؤلاء الأئمة ومكانتهم بين العلماء.
علي بن أبي طالب (المرتضى) عليه السلام (10 قبل البعثة - 40 ه) هو أول الناس إسلاما، عرض النبي الإسلام عليه دون صبيان بني هاشم وقريش. رافق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في جميع تحركاته ومات النبي في حجره.
وها هو (عليه السلام) يحدثنا عن منزلته من النبي فيقول: " وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد، يضمني إلى صدره، ويكنفني فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به، وقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخديجة وأنا ثالثهما أرى نور الوحي وأشم ريح النبوة " (1).