وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٤٤٠
وهكذا، وهؤلاء الأئمة - بعد التسليم لكم - لأقوامهم فقط! وإن قيل ابن تيمية، قلنا لو افترضنا هذا فهو لقومه، والله قرر أن لكل قوم هاديا. فأين مصداق هذه الآية، وأين هادينا في زماننا هذا؟
وحين سألنا مدرسة آل البيت عن هؤلاء الهداة، قالوا: إن مصداق هذه الآية لا يوجد إلا عندنا، فنحن قلنا: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جعل اثني عشر إماما هاديا لا يخلو الزمن من أحدهم " لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " وقد عينهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسمائهم وبين لنا إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو الهادي الذي يخلفه فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون ".
هذا وقد صنف الحافظ ابن عقدة، كتابا في هذه الآية وروايات نزولها في علي (عليه السلام) (1).
وبقية الهداة في صلب علي، لأنه رمز لهم، وما مر من أحاديث يؤكد لنا على أنهم الهداة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). ودون هذا التفسير لا يكون للآية أي تفسير مقبول!
فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله السابق، أعطى عليا مطلق الهداية، وحصر الهداية فيه، فهو حسب قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا، هاد في جميع أوقاته. ولا يكون الإنسان هاديا في أحواله كلها إلا إذا كان معصوما. وكلمة " هادي " اسم فاعل، تدل على أن الهادي يهدي ولا يهدى. ونظرة سريعة لسيرة السلف، نجد أن الجميع قد أخطأوا، واحتاج بعضهم لبعض إلا عليا فلم يحتج يوما لأحد في أي قضية، بل كان الكثير يحتاجون إليه وهذا لا يخفى على أحد وكذا كان ولده من بعده.

١ - فراجع: إحقاق الحق ٣ / ٩٣. ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ٢ / ٤١٧. تفسير الطبري ١٣ / ١٠٨.
تفسير ابن كثير: ٢ / ٥٠٢. تفسير الرازي: ٥ / ٢٧١. الدر المنثور: ٤ / 45. روح المعاني: 13 / 97.
تفسير الشوكاني. المستدرك، الحاكم: 3 / 129. منتخب الكنز بهامش مسند أحمد: 5 / 34.
زاد المسير، ابن الجوزي: 4 / 307. الفصول المهمة، ابن الصباغ المالكي: ص 107.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»