وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٣٩١
مدخل لفهم الموضوع عن هشام بن الحكم (1) عن أبي عبد الله (2) (عليه السلام) أنه قال للزنديق الذي سأله: من أين أثبت الأنبياء والرسل؟ قال: " إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا يلامسوه، فيباشرهم ويباشروه، ويحاجهم ويحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه، يعبرون عنه إلى خلقه وعباده، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه جل وعز، وهم الأنبياء (عليهم السلام) وصفوته من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها، غير مشاركين للناس - على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب - في شئ من أحوالهم، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة، ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين، لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته " (3).
أطروحة الشيعة يرى شيعة آل البيت أن السبيل الوحيد لفهم الإسلام هو الرجوع للأئمة الاثني عشر من آل البيت، فهم المخولون شرعا ببيان الإسلام بعد النبي. والله لم يقبض نبيه حتى عين هؤلاء الأئمة الاثني عشر، ولا يخلو زمن من أحدهم، يقومون بممارسة دور النبي ما

1 - من حواريي جعفر الصادق (عليه السلام) متكلم بارع له مناظرات كثيرة سيأتي بعضها.
2 - هو جعفر الصادق الإمام السادس من أئمة آل البيت ستأتي ترجمته.
3 - الأصول من الكافي (كتاب الحجة) باب الاضطرار إلى الحجة.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 391 392 393 394 395 396 ... » »»