وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٣٧٠
وقال الزمخشري: " القياس جواز الصلاة على كل مؤمن لقوله تعالى: (هو الذي يصلي عليكم). وقوله تعالى: (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم). وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" اللهم صل على آل أبي أوفى ". ولكن للعلماء تفصيلا في ذلك وهو: إنها إن كانت على سبيل التبع كقولك صلى الله على النبي وآله فلا كلام فيها، وأما إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو فمكروه، لأن ذلك شعار لذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأنه يؤدي إلى الاتهام بالرفض، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم " (1).
وقفة مهمة لا يدري المرء ما يقول أمام هذه الأقوال، فكيف يسوغ المسلم لنفسه أن يفتي بترك سنة الرسول وتبديلها لوجود طائفة معينة اتبعت هذه السنة؟!
هذا شيخ الإسلام وذاك حجة الإسلام وآخر أمير المؤمنين في الحديث، أهكذا يكون أمناء الله على دينه؟! وهل يجوز ترك السنن لأن الشيعة اتبعت هذه السنن؟! إذن لماذا لا يذعنون للحقيقة التي تؤكد على أن الشيعة هم أهل السنة؟!
إن ابن تيمية قد جوز ترك بعض المستحبات، والغزالي والماوردي عدلا إلى تسنيم القبور، وآخر جعل الخاتم في يساره، وآخرون لا يرون الصلاة على أهل البيت بمفردهم، لأنه يؤدي إلى الاتهام بالرفض... وكل هذا منهم كان عنادا للشيعة الذين اتبعوا السنة بشهادتهم.
إن أول من تختم باليسار هو معاوية بن أبي سفيان (2) فلا أدري، ما يقولون في حجته. فهل فعل ذلك خوفا من التشبه بالشيعة أم من علي (عليه السلام)؟

1 - تفسير الكشاف: 2 / 439.
2 - ذكر ذلك الزمخشري في ربيع الأبرار.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»