وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٢٩
على طاولة البحث بعد البحث في هذه الفرق وجدت أن أكثرها قد انتهت وليس لها وجود إلا في بطون الكتب. لذلك سأقتصر في بحثي على ثلاث مدارس إسلامية تشغل حيزا كبيرا على الساحة الإسلامية، فلنحصر بحثنا في هذه الاحتمالات الثلاثة الآتية:
أولا: أن نأخذ ديننا عن أبي الحسن الأشعري والمذاهب الأربعة (1).
ثانيا: أن نأخذ ديننا عن الكتاب والسنة بمفهوم السلف الصالح (2).
ثالثا: أن نأخذ ديننا عن أئمة آل البيت (عليهم السلام) (3). وقبل الخوض في هذه

1 - وهذا ما يعرف بمذهب الأشاعرة، وهم ينتمون إلى أبي الحسن الأشعري في الأصول ويأخذون الفروع عن المذاهب الأربعة بتقليد أحدهم، وقد كان أبو الحسن الأشعري معتزليا ثم ترك مدرسة الاعتزال وعمل مذهبا وسطا بين مذهب أهل الحديث والمعتزلة.
أما الأئمة الأربعة فهم: أبو حنيفة النعمان، مالك بن أنس، محمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل وجمهور الناس الذين يقلدون الأشعري والأئمة الأربعة يعرفون بأهل السنة، وهم يمثلون السواد الأعظم من المسلمين، وانشق عن أهل السنة جماعة تعرف بالسلفية.
2 - وهذا هو منهج السلفية ويتسمون بأهل السنة والجماعة. والسلفية هم أتباع ابن تيمية الحراني ويرون أن سبيل خلاص المسلمين هو في الرجوع إلى الكتاب والسنة وفهمهما كما فهمهما السلف الصالح، ومن أسمائهم: أهل الحديث.
3 - وهو منهج الشيعة الإمامية و " الشيعة هم الذين شايعوا عليا (رضي الله عنه) على الخصوص وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصية، إما جليا وإما خفيا، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده " الملل والنحل للشهرستاني: 1 / 146. قالت الشيعة الإمامية: إن الدين يؤخذ من الكتاب والسنة لكن بواسطة إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عينه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهؤلاء الأئمة إثنا عشر إماما ولا يخلو زمن من أحدهم، ومن أسماء الشيعة: الجعفرية، الإثنا عشرية.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 33 34 35 ... » »»