وقد يعاند البعض ويقول إن عدد الأحاديث الصحيحة الموجودة الآن أكثر من أربعين ألف.
فلنفترض أنها أكثر، ولتكن خمسين (1) أو ستين ألفا فماذا يغير هذا من القضية، إن النتيجة ستبقى كما هي، وهي ضياع القسم الأكبر من السنة.
وقد أقر أبو زرعة الرازي بأن حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يحصى، فقد سئل: أليس يقال إن حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعة آلاف حديث؟ فقال: " ومن قال ذا؟! " قلقل الله أنيابه!! " هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ " (2).
تسعة وثلاثون موطأ مفقود!!!
فيما سبق كنا نتحدث عما وسعته صدور المحدثين، وهم فضلا عما حملوا من الحديث فقد دونوه في كتبهم، فممن دون الحديث في كتب خاصة: الأوزاعي، والثوري، وحماد بن سلمه، ومعمر بن راشد، والربيع بن صبيح، وهشيم بن شبير السلمي الواسطي، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن مبارك، ومالك بن أنس، وفضلا عن هؤلاء فقد " تلاهم كثيرون من أهل عصرهم في النسج على منوالهم، ومن ثم نجد أنه ما في مصر من الأمصار الإسلامية إلا وقد جمع الأحاديث فيه إمام أو أئمة... والأثر الباقي من كتب هذا القرن - الثاني الهجري - هو الموطأ " (3).
لقد ذكر أبو شهبة عشرة أسماء ممن دونوا الحديث وقال: تلاهم كثيرون في النسج على منوالهم. وذكر الدكتور نور الدين عتر: إن عدد الموطآت في هذا العهد أربعون موطأ (4) ولكن الأثر الباقي كما يقول أبو شهبة هو موطأ مالك!!