وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ١٦٨
فعل " (1).
روى معمر عن هشام بن عروة، قال: أحرق أبي يوم الحرة كتب فقه كانت له، قال: فكان يقول بعد ذلك: لأن تكون عندي أحب إلي من أن يكون لي مثل أهلي ومالي " (2). هكذا تذهب أحكام الإسلام التشريعية. ونحن نتألم على ضياع كتب الفقه هذه كعروة، لكن الفرق أنه فقدها بإرادته أما نحن فمن ضحايا التاريخ.
أبو بكر بن حزم الأنصاري:
تابعي فقيه قال مالك عنه: " لم يكن أحد بالمدينة عنده من علم القضاء ما عند أبي بكر بن حزم... وقد أوصاه عمر أن يكتب له ما عند خالته عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية وما عند القاسم بن محمد بن أبي بكر ولم ينقل إلينا شئ عن الذي أنجزه أبو بكر ابن حزم، ولعله ضاع فيما ضاع من ثروتنا عبر القرون " (3)!!
وقد أرسل ابن حزم الأنصاري إلى عمر بن عبد العزيز كتبا " ويبدو انه لم يحتفظ بنسخة من كتبه، لأنه عندما سئل ابنه عن مصير تلك الكتب قال: ضاعت " (4).
وهكذا تضيع مواد الإسلام، ولا أدري هل جعل الله سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) عرضة للضياع أم إنه حفظها عند من يقدر قيمتها؟

١ - الأعظمي: ١ / ١٥٨.
٢ - المصدر السابق: ص ١٥٨. ابن سعد: ٥ / ١٣٣. رجال ابن إسحاق: ص ٤١.
الرامهرمزي: ٣٥.
٣ - لمحات في أصول الحديث، محمد أديب صالح: ص 67 - 68 ويعترف الأستاذ محمد أديب صالح بأن هناك ثروة حديثية ضاعت، فتدبر!
4 - التهذيب: 12 / 39. الأعظمي: 1 / 169.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»