وكيف يفعل ذلك - حاشاه - أمام حذيفة؟ ومن يدري فربما يمر الناس في أي لحظة، وماذا يكون الموقف لو خرجت إحدى النساء من ذلك البيت لترمي الفضلات ورأت النبي؟ ألم يفكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الأمور؟! مالكم كيف تحكمون؟!
ثم إن البول في الطريق ليس من العدالة، وهذا ما قاله الإمام السبكي، فقد قال في تعريف العدالة بأنها: " ملكة تمنع عن اقتراف الكبائر، وصغائر الخسة، كسرقة لقمة، والرذائل المباحة، كالبول في الطريق!! " (١).
وفي صحيح الجامع الصغير " كان - النبي - إذا أراد الحاجة أبعد " (٢).
أجل، إن النبي إذا أراد الحاجة فإنه يبعد، لا أن يذهب بجانب البيوت ويبول على سباطات المسلمين!
قالت عائشة: " ما بال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائما منذ أنزل عليه الفرقان " (٣)، وفي صحيح الجامع الصغير: " كان - أي النبي - إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض " (٤).
وهنا يصبح وصف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه لم يكن يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض: أبلغ وصف في تصوير عظمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وصدق الله إذ قال فيه: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ (5).
" لقد كان النبي أشد حياء من العذراء في خدرها " (6).
ولأن النبي أشد حياء من العذراء في خدرها فلا يعقل أن يبول على سباطة قوم.