الإسلامية، وحملته روح المقارنة والموازنة إلى تأليف كتابه هذا ليتوصل إلى معرفة الفرقة الناجية التي أشارت إليها رواية " ستفترق أمتي... " كما ذكر هذا في مدخل كتابه.
فتناول في بحثه نشوء المذاهب السنية في العقيدة والتشريع، واضعا إصبعه على أبرز المعالم الفكرية فيها وأهم الإشكالات في أسس هذه المذاهب، من واقع حياة الصحابة في اجتهادهم وعدالتهم وشؤونهم الأخرى التي ترتبط بموضوع بحثه.
ثم انتقل إلى مدرسة أهل البيت موثقا مشروعيتها، ومبرهنا على النجاة في اتباع أهل البيت (عليهم السلام)، معقبا ذلك وخاتما بذكر شئ من سيرة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام).
وكنت قبل هذا دعوت في أكثر من محاضرة وأكثر من مقالة إلى فتح باب الدراسات المقارنة لأنها الطريق السوي إلى الوصول إلى النتيجة المقبولة شريطة أن يلتزم الباحث أصول وشروط البحث العلمي.
وقد كان المؤلف الكريم ملتزما إلى حد كبير بأصوليات البحث العلمي، فخرج موفقا إلى حد غير قليل في بحثه ونتائجه.
وهو بهذا الكتاب يضم سفرا آخر من أسفار الدراسات المقارنة، التي نرجو أن تكثر وتلتزم بالمقارنة دائما لنلتقي كمسلمين مؤمنين بالاعتصام بحبل الله الذي هو عصام التوحيد والتوحد على جادة سواء وكلمة سواء.
وفقه الله تعالى إلى المزيد من البحث المقارن، إنه تعالى ولي التوفيق وهو الغاية.