هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٢٢٣
أين أبو الفضل. فقمت وقبلت الأرض وقلت أمرك فقال أجب عن ثلاثتك.
قلت وما هي قال: أدبك ونسبك ومذهبك فقلت لا فسحة للقول ولا راحة للطبع إلى السرد كما تسمع، ثم أنشدت أقول:
أراك على شفا خطر مهول * بما أودعت لفظك من فضول تريد على مكارمنا دليلا * متى احتاج النهار إلى دليل ألسنا الضاربين جزى عليكم * وإن الجزي أولى بالذليل متى قرع المنابر فارسي * متى عرف الأغر من الحجول متى عرفت وأنت بها زعيم * أكف الفرس أعراف الخيول فخرت بملء ما ضغتيك هجرا * على قحطان والبيت الأصيل وتفخران ماكولا ولبسا * وذلك فخر ربات الحجول ففاخرهن في خد أسيل * وفرع في مفارقها رسيل فامجد من أبيك إذا تزيا * عراة كالليوث على الخيول قال فلما أتممت إنشادي التفت إليه الصاحب وقال كيف رأيت. قال لو سمعت به ما صدقت. قال فإذا جائزتك جوازك، إن رأيتك بعد هذا ضربت عنقك، ثم قال لا أدري أحدا يفضل العجم إلا وفيه عرق من المجوسية ينزع إليه. (1) وأظنك تلمح معي نظرة الشيعي الإيجابية التي ترى في العرب موئل أمجاد وموضع تشريف لحملهم رسالة الإسلام وهي رسالة الخلود ولا أريد الإطالة لأترك لك أن تتمتع بأصداء هذا الموقف المشرف وتجيل ذهنك في أجوائه، أما بعد فإني في ختام هذا البحث أرجو أن أكون قد وضعت بيد يدي القارئ بطاقة واضحة عن هوية التشيع ولم يكن رائدي والله يعلم حب التهجم أو الانتقام وممن ينتقم المسلم أمن أخيه المسلم؟ وذلك تفاهة وأي تفاهة وإنما كان رائدي لذلك رغبة ملحة في جلاء الضباب الذي حجب الرؤية الواضحة زمانا طويلا لشيعة أهل البيت عن أنظار الباحثين مما سبب كثيرا من الخلط والتجديف، والله تعالى

(1) أنظر انحلال الأمة العربية ص 29 لمحمد سعيد العوفي.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 » »»