لزياد بن أبيه فإنه لما ادعى أبا سفيان أبا علم أن العرب لا تقر له بذلك مع علمهم بنسبه فعمل كتاب المثالب والصف بالعرب كل عيب وعار وباطل وإفك وبهت ثم ثنى على ذلك الهيثم بن عدي وكان دعيا فأراد أن يعير أهل الشرف تشفيا منهم ثم جدد ذلك أبو عبيدة محمد بن المثنى وزاد فيه لأن أصله كان يهوديا أسلم جده على يد بعض آل أبي بكر فانتمى إلى ولاء تيم، انتهى النص كما ذكره الآلوسي في فصل الشعوبية من كتابه المذكور. إن زيادا يعتبره مؤرخو السنة وكتابهم من أسرة تمثل نموذجا للحكم العربي وتطلعاته القومية وكان موقفه من العرب كما سمعت موقف مشوه لتاريخهم طاعن من أنسابهم باحث في مثالبهم رائد من رواد الشعوبية بأقذر صورها. وبعد هذا سأقدم لك موقف شيعي من الشيعة وإن كان من أصل غير عربي حتى تتخذ من الموقفين مؤشرا يدل على اتجاه كل من الفريقين إزاء الشعوبية لتعلم أين مكان الشعوبية من الفريقين:
يقول بديع الزمان الهمداني كنت عند الصاحب إسماعيل بن عباد يوما وقد دخل عليه شاعر من شعراء العجم فأنشده قصيدة يفضل فيها قومه على العرب ويذم العرب وهي:
غنينا بالطبول عن الطلول * وعن عيس عذافرة ذمول وأذهلني عقار عن عقار * ففي است أم القضاء مع العدول فلست بتارك إيوان كسرى * لتوضح أو لحومل فالذحول وضب بالفلا ساع وذئب * بها يعوي وليث وسط غيل يسلون السيوف لرأس ضب * حسراشا بالغداة وبالأصيل إذا ذبحوا فذلك يوم عيد * وإن نحروا ففي عرس جليل أما لو لم يكن للفرس إلا * نجار الصاحب القرم النبيل لكان لهم بذلك خير فخر * وجيلهم بذلك خير جيل فلما وصل إلى هذا الموضع من الانشاد قال له الصاحب فذاك ثم اشرأب ينظر إلى الزوايا وإلى أهل المجلس وكنت جالسا في زاوية من البهو فلم يرني فقال