نظرات إلى المرجعية - العاملي - الصفحة ٩٦
فصاروا عينيه ولسانه وشفتيه! فهو لا يرى إلا بعيونهم، ولا يسمع إلا بآذانهم، ولا يتكلم إلا بألسنتهم! حتى عزلوه عزلا تاما عن واقع مؤسسته وواقع الناس ورأيهم فيه، فصار الواقع عنده خلاف الواقع.. ودخل في عالمه الخيالي وكهفه المحبب إلى قلبه، الذي صنعه لنفسه عن عمد، فهو يرفض أن يعترف بوجود غيره!!
إن التكهف والتقوقع إنما يبدأ وينبع من داخل نفس الشخص، وليس من خارجها.. فهو في عمقه صفة للشخصية التي قد تكون تقليدية فتتقوقع.. وقد تكون في آخر درجات العصرنة، فتدخل في قوقعة عصرية..
إنه حالة نفسية كحالة الترف، التي قد توجد في الغني، وقد توجد في الفقير أيضا فيصاب بالنقنقة والتنوق في ملبسه وطعامه وشرابه.. فلا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب!
أيها الأعزاء، كلها اجتهادات في عصر الغيبة، وهي متكافئة في نسبتها إلى المذهب، فاحترموها كلها، فذلك من مصلحة المذهب على المدى الطويل، ودليل على حيويته في الحرية والاستيعاب.. وشكرا.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست