مناظرات الإمام الصادق (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٤٨
قال (عليه السلام): يذهب فلا يعود.
قال الزنديق: فما أنكرت أن يكون الإنسان مثل ذلك، إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا، كما لا يرجع ضوء السراج إليه أبدا إذا انطفأ؟
قال (عليه السلام): لم تصب القياس، إن النار في الأجسام كامنة، والأجسام قائمة بأعيانها كالحجر والحديد، فإذا ضرب أحدهما بالآخر سقطت من بينهما نار، تقتبس منها سراج له ضوء، فالنار ثابت في أجسامها والضوء ذاهب.
والروح: جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا، وليس بمنزلة السراج الذي ذكرت، إن الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف، وركب فيه ضروبا مختلفة، من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام وغير ذلك، فهو يحييه بعد موته، ويعيده بعد فنائه.
قال الزنديق: فأين الروح؟
قال (عليه السلام): في بطن الأرض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث.
قال الزنديق: فمن صلب فأين روحه؟
قال (عليه السلام): في كف الملك الذي قبضها حتى يودعها الأرض.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»