مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤١٦
على الناس باب معرفة الله في عبادته، ولوصلوا بالاقتداء به إلى اتقاء الله حق تقاته، وبلغ الإنسان إلى حد كرامته، وتحقق ما قال الله سبحانه: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر} (1).
حكمه ومواعظه (عليه السلام) نذكر بعضها:
لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال، سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فأما السنة من ربه فكتمان السر، وأما السنة من نبيه فمداراة الناس، وأما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء (2).
الإيمان أربعة أركان: التوكل على الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله، وقال العبد الصالح: وأفوض أمري إلى الله، فوقاه الله سيئات ما مكروا (3).
لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث: التفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا (4).
ليس لبخيل راحة، ولا لحسود لذة، ولا لملوك وفاء، ولا لكذوب مروة (5).
من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، وصديق الجاهل في تعب، وأفضل المال ما وقى به العرض، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه، والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل،

(١) سورة الحج: ٤١.
(٢) كتاب التمحيص ص ٦٧، تحف العقول ص ٤٢٢ ومن قصار هذه المعاني لعلي بن موسى (عليه السلام).
(٣) تحف العقول ص ٤٤٥.
(٤) تحف العقول ص ٤٤٦.
(٥) تحف العقول ص ٤٥٠.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»