مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٣٧٤
محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه.
ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنك، ابن آدم، إن أجلك أسرع شئ إليك، قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك ويوشك أن يدركك، وكأن قد أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك، وصرت إلى قبرك وحيدا، فرد إليك فيه روحك، واقتحم عليك فيه ملكان، ناكر ونكير، لمسائلتك وشديد امتحانك، ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده، وعن نبيك الذي ارسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاه، ثم عن عمرك فيما أفنيت، ومالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته، فخذ حذرك، وانظر لنفسك، وأعد الجواب قبل الامتحان والمسألة والاختبار... (1).
حكمه (عليه السلام) ومن حكمه (عليه السلام):
اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترء على الكبير (2).
الخير كله صيانة الإنسان نفسه (3).
إن أحبكم إلى الله أحسنكم عملا، وإن أعظمكم عند الله أعظمكم فيما عند الله رغبة، وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية، وإن أقربكم عند الله أوسعكم خلقا، وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم لله (4).
إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه، وقلة مرائه، وحلمه، وصبره، وحسن

(١) الكافي ج ٨ ص ٧٢، الأمالي للصدوق المجلس السادس والسبعون ح ١ ص ٥٩٣ بتفاوت يسير.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٣٣٨.
(٣) تحف العقول، في قصار هذه المعاني عن علي بن الحسين (عليهما السلام).
(٤) الكافي ج ٨ ص ٦٩.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»