مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٣٤٤
الإمام علي الهادي عليه السلام والتفسير الإمام علي الهادي عليه السلام، الإمام العاشر، والنور الزاهر، ولد عام (212 ه‍) وتوفي بسامراء سنة (254 ه‍) وهو من بيت الرسالة، والإمامة، ومقر الوصاية، والخلافة، وثمرة من شجرة الرسالة، قام بأمر الإمامة بعد والده الإمام الجواد، وكان في سني إمامته، بقية ملك المعتصم ثم الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز، وله مع هؤلاء قضايا ليس المقام يسع ذكر البعض، وقد روت الشيعة عنه أحاديث في مجال الفقه والتفسير، وإليك نماذج مما روي عنه في الأخير:
1 - قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة فأراد أن يقيم عليه الحد، فأسلم فقال يحيى بن أكثم: الإيمان يمحو ما قبله، وقال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود، فكتب المتوكل إلى الإمام الهادي يسأله، فلما قرأ الكتاب، كتب:
" يضرب حتى يموت "، فأنكر الفقهاء ذلك، فكتب إليه يسأله عن العلة، فكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم * (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون) * (1)، فأمر به المتوكل فضرب حتى مات. (2) إن الإمام الهادي عليه السلام ببيانه هذا شق طريقا خاصا لاستنباط الأحكام من الذكر الحكيم، طريقا لم يكن يحلم به فقهاء عصره، وكانوا يزعمون أن مصادر الأحكام الشرعية هي الآيات الواضحة في مجال الفقه التي لا تتجاوز ثلاثمائة آية، وبذلك أبان للقرآن وجها خاصا لا يلتفت إليه إلا من نزل القرآن في بيته، وليس

(١) غافر: ٨٤ - 85.
(2) مناقب آل أبي طالب: 4 / 405.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»