مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٣٣٧
أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) *. (1) قال:
" اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجدوا من أهل الكتاب فمن المجوس، لأن رسول الله، قال: سنوا بهم سنة أهل الكتاب، وذلك إذا مات الرجل المسلم بأرض غربة فطلب رجلين مسلمين يشهدهما على وصيته، فلم يجد مسلمين يشهدهما فرجلين من أهل الكتاب مرضيين عند أصحابهما ". (2) قد شاع الجبر والقدر في عصر الإمام الرضا عليه السلام، فمن قائل بالجبر السالب للاختيار الجاعل الإنسان مكتوف الأيدي أمام الميول والأحاسيس، ومن قائل بالتفويض يصور الإنسان خالقا ثانيا لأعماله، غير أن " شبهة الجبر " كانت أرسخ في النفوس من " شبهة التفويض "، فهلم معي نرى كيف يفسر الآيات التي جعلت ذريعة إلى الجبر عند الحشوية.
3 - روى إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله تعالى: * (وتركهم في ظلمات لا يبصرون) * (3) فقال: " إن الله تعالى و تبارك لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه، ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال، منعهم المعاونة واللطف وخلى بينهم وبين اختيارهم ". قال وسألته عن قول الله عز وجل: * (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) * (4)، قال: " الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عز وجل: * (بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) * " (5). (6) ترى أنه عليه السلام

(١) المائدة: ١٠٦.
(٢) تفسير العياشي: ١ / ٣٤٩ بتلخيص.
(٣) البقرة: ١٧.
(٤) البقرة: ٧ - (5) النساء: 155.
(6) عيون أخبار الرضا: 1 / 424.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»