مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٤
الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "، ثم قال: " أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه "، ثم قال: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب ".
ففي هذه الواقعة الفريدة من نوعها أعلن النبي ولاية علي عليه السلام للحاضرين وأمرهم بإبلاغها للغائبين، ونزل أمين الوحي بآية الإكمال، أعني:
قوله سبحانه: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) *. (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي ".
ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين عليه السلام وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر، كل يقول:
بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
وقد تلقى الصحابة الحضور أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوجب ولايته على المؤمنين، وقد أفرغ شاعر عهد الرسالة حسان بن ثابت ما تلقاه عن الرسول، في قصيدته وقال:
فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا قد ذكرنا مصادر الخطبة والأبيات عند البحث عن الإمامة فراجع.

(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»