مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٧٤
وهذا ما حدث، إذ ثار المسلمون على عثمان وقتلوه، بسبب الإثرة في السلطة وفي المال وفي مقدرات المسلمين التي خصصها بذويه وعشيرته وبني أمية.
وهذه القوة لرقابة الناس التي يصورها عمر في العقد الثالث الهجري فكيف هي في العقد الثاني، وفي أوائل العهد الذي تلا العهد النبوي؟!
وقول علي (عليه السلام) لعثمان، وقد كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر فأخذ منه عثمان ما حلى به بعض أهله، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك، وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه فقال: هذا مال الله، أعطيه من شئت وأمنعه من شئت، فأرغم الله أنف من رغم..
وفي لفظ آخر: لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ وإن رغمت أنوف أقوام.
فقال له علي (عليه السلام): إذا تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه (1).
وقد صعد عمر المنبر يوما وقال: لو صرفناكم عما تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم؟
فأجابه علي (عليه السلام): إذا كنا نستتيبك، فإن تبت قبلناك.
فقال: وإن لم؟
قال: نضرب عنقك الذي فيه عيناك.
فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من إذا اعوججنا أقام أودنا (2).

(١) أنساب الأشراف 6 / 161.
(2) مناقب الإمام علي (عليه السلام) - للخوارزمي -: 98 ح 100.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست