مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ٦٢
بطلان الحديث عن ابن عباس: " الثالث: إن الله يقول: * (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) * (1) وقال تعالى: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) * (2) والسابقون الأولون هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، الذين هم أفضل ممن أنفق من بعد الفتح وقاتل، ودخل فيهم أهل بيعة الرضوان، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، فكيف يقال: إن سابق هذه الأمة واحد؟! " (3).
أقول:
مقتضى الحديث الصحيح المتفق عليه أن سابق هذه الأمة واحد، وهو أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا لا ينافي سياق الآية المباركة، ولا الآيات الأخرى، كالآيتين المذكورتين..
ونحن أيضا نقول - بمقتضى الجمع بين قوله تعالى: * (والسابقون الأولون من المهاجرين...) * وقوله تعالى: * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) * (4) -: إن كل من سبق غيره إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبقي من بعده

(١) سورة التوبة ٩: ١٠٠.
(٢) سورة فاطر ٣٥: ٣٢.
(٣) منهاج السنة ٧ / ١٥٤ - ١٥٥.
(٤) سورة آل عمران ٣: 144.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست