مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٩ - الصفحة ١٠٥
بالإحراق؟! وقد قالت فاطمة: يا بن الخطاب! أجئت لتحرق دارنا؟!
قال: نعم، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة (1).
وفي خبر آخر قيل له: إن في البيت فاطمة! قال: وإن (2)!!
ونفذ هذا التهديد أو جزء منه، حين أقبل عمر وبيده فتيل من نار، فما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته.
ولم يكن هؤلاء الممتنعون مخصوصين بهذا اللون من الاعتداء، بل تعداهم إلى غيرهم، فعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان في بني سليم ردة، فبعث أبو بكر إليهم خالد بن الوليد، فجمع رجالا منهم في الحضائر ثم أحرقهم بالنار، فجاء عمر إلى أبي بكر فقال: انزع رجلا عذب بعذاب الله!! فقال أبو بكر: لا والله لا أشيم سيفا سله الله على الكفار حتى يكون هو الذي يشيمه،، ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة (3).
لا أدري لم يعذب خالد بعذاب لم يأمر الله به في جزاء المحاربين والساعين في الأرض فسادا؟!!
وكيف به مع قوله تعالى: * (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * (4)؟!
وأنت ترى عدم وجود الحرق بالنار في جزائهم، بل وجود نصوص

(١) العقد الفريد ٤ / ٢٥٩، تاريخ أبي الفداء ١ / ٥٦ و ١٦٤.
(٢) الإمامة والسياسة ١ / ١٢، أعلام النساء ٤ / ١١٤.
(٣) الطبقات الكبرى ٧ / ٢٧٨، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٧٢.
(٤) سورة المائدة ٥: 33.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست