مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٦٤
ذلك الآيات المتقدمة، وكقوله تعالى: * (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة) * (1)، وقوله تعالى: * (والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا) * (2)، وقوله تعالى: * (فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم) * (3).
وقد اقترن ذكر عنوان " الهجرة " كثيرا في الآيات (4) مع الجهاد في سبيل الله، أو مع الإيمان، أو مع الأذى في سبيل الله، أو القتل في سبيله، أو مع الصبر، وقد وردت الأحاديث النبوية في تفسير الهجرة الشرعية بذلك.
ف‍ " الهجرة " عند الإطلاق هي بذلك المعنى، كما هو الحال في مقام الثناء والمديح لها كفعل عبادي من الطاعات والقربات العظيمة، بخلاف ما إذا قيد الاستعمال بقيد معين، كترتيب أحكام خاصة من قبيل حل المناكحة وحرمة الدم والمال ونحوها، ولذلك ترى في قوله تعالى: * (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار) * (5) أنه لم يكتف بالهجرة الظاهرية من دون التحقق من حصول الهجرة الواقعية الحقيقية، التي هي مقيدة بالإيمان القلبي وكونها في الله وفي سبيل الله وإلى الله ورسوله.

(١) سورة النساء ٤: ١٠٠.
(٢) سورة الحج ٢٢: ٥٨.
(٣) سورة العنكبوت ٢٩: ٢٦.
(٤) سورة البقرة ٢: ٢١٨، سورة آل عمران ٣: ١٩٥، سورة الأنفال ٨: ٧٢ و ٧٤ و ٧٥، سورة التوبة ٩: ٢٠، سورة النحل ١٦: ٤١.
(٥) سورة الممتحنة ٦٠: 10.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست