مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٣٢
" فيقال لهؤلاء الكذابين: أجمع الناس كلهم على أن ما قاله النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بغدير خم كان مرجعه من حجة الوداع، والشيعة تسلم هذا وتجعل ذلك اليوم عيدا، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، والنبي لم يرجع إلى مكة بعد ذلك، بل رجع من حجة الوداع إلى المدينة، وعاش تمام ذي الحجة والمحرم وصفر، وتوفي في أول ربيع الأول.
وفي هذا الحديث أنه بعد أن قال هذا بغدير خم وشاع في البلاد جاء الحرث وهو بالأبطح، والأبطح بمكة، فهذا كذب جاهل لم يعلم متى كانت قصة غدير خم، فإن هذه السورة - سورة * (سأل سائل) * - مكية باتفاق أهل العلم، نزلت بمكة قبل الهجرة، فهذه نزلت قبل غدير خم بعشر سنين أو أكثر من ذلك، فكيف نزلت بعده؟!
وأيضا: قوله: * (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) * في سورة الأنفال، وقد نزلت ببدر بالاتفاق، قبل غدير خم بسنين كثيرة، وأهل التفسير متفقون على أنها نزلت بسبب ما قاله المشركون للنبي قبل الهجرة، كأبي جهل وأمثاله... " (1).
أقول:
هذا لفظ ابن تيمية، وقد أسقط منه مقلده بعضه لوضوح بطلانه وسقوطه، وحذف منه قوله: " أجمع الناس كلهم "، وبدل لفظ " الشيعة " ب‍:
" الرافضة "، وغير ذلك من التصرفات.

(1) منهاج السنة 4 / 13، الطبعة القديمة.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست