مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٦ - الصفحة ٢١٨
تراكم الخبرات وتعدد الاتجاهات.
ثم كانت السيرة النبوية، بما تحتله من موقع كبير في قلوب المسلمين، المحفز الأول لقيام عمل تاريخي، سيبدأ حتما بأبسط أشكاله، ليتطور فيما بعد إلى أكثر أشكاله تكاملا وتفصيلا وتعقيدا، وهكذا أصبحت السيرة النبوية هي الميدان التطبيقي الأول لأول الأعمال التاريخية في عمر الإسلام، واستمرت هكذا عقودا من الزمن، حتى تطور العمل التاريخي، وتراكمت أحداث تاريخية حاسمة في حياة المسلمين بدأت تأخذ طريقها إلى اهتمامات المعنيين بالتاريخ، لتتسع رقعة العمل التاريخي إلى الدوائر السياسية والاجتماعية، والثقافية في الحياة العامة.
مراحل التدوين التاريخي عند المسلمين:
لا بد لعلم تشكلت معالمه لأول مرة أن يبدأ بأبسط أشكاله، لتأخذه بعد ذلك الخبرات المتراكمة، والاتجاهات المتعددة، إلى جانب الظروف الخارجية المساعدة، إلى مراتب أكثر تكاملا، من حيث الاستيعاب ومن حيث العمق، ليطوي طريقه التكاملي في مراحل، تمثلت بالنسبة للتدوين التاريخي عند المسلمين بمراحل أربع، هي:
المرحلة الأولى:
بعد أن كانت الرواية التاريخية تنقل شفاها في الغالب، شأنها شأن غيرها من السنن، دخلت في حيز التدوين، في وقت مبكر، ولكن إلى جانب غيرها من السنن والآداب، في مدونات كان يكتبها بعض الصحابة لأنفسهم خاصة لغرض الحفظ والرواية الشفهية للتلاميذ، ولسائر الناس.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست