مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ٢٩
الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) * (1) لإثبات فضيلة لأبي بكر، فيقول: " إن الفضيلة في الغار ظاهرة بنص القرآن، لقوله تعالى: * (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) *... وقد أخرجا في الصحيحين من حديث أنس عن أبي بكر... " (2).
فجعل الحديث مفسرا للآية، وجعل فيها فضيلة لصاحبه...
وكذلك: يدعي نزول قوله تعالى: * (وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى) * (3) في أبي بكر مستدلا ببعض رواياتهم فيقول:
" وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنها نزلت في قصة أبي بكر.
وكذلك ذكره ابن أبي حاتم والثعلبي أنها نزلت في أبي بكر عن عبد الله بن المسيب. وذكر ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، حدثنا سفيان، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال:
أعتق أبو بكر سبعة كلهم يعذب في الله... قال: وفيه نزلت * (وسيجنبها الأتقى) * إلى آخر السورة " (4).
وهكذا في مواضع أخرى...
أما حين يستدل الإمامية بآية: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك...) * على إمامة أمير المؤمنين، بمعونة أحاديث صحيحة رواها ابن أبي حاتم والثعلبي وأمثالهما من المفسرين والمحدثين من أهل السنة في تفسيرها وبيان سبب نزولها، يقول: " فمن ادعى أن القرآن يدل على أن

(١) سورة التوبة ٩: ٤٠.
(٢) منهاج السنة ٨ / ٣٧٣، الطبعة الحديثة.
(٣) سورة الليل ٩٢: 17.
(4) منهاج السنة 8 / 495، الطبعة الحديثة.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست