مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ٣٤
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن عبد الله بن شقيق، قال: " إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم كان يتعقبه ناس من أصحابه، فلما نزلت * (والله يعصمك من الناس) * فخرج فقال: أيها الناس! الحقوا بملاحقكم، فإن الله قد عصمني من الناس ".
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ، عن محمد بن كعب القرظي، أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ما زال يحرس، يحارسه أصحابه، حتى أنزل الله * (والله يعصمك من الناس) * فترك الحرس حين أخبره أنه سيعصمه من الناس.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل، عن أبي ذر، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لا ينام إلا ونحن حوله من مخافة الغوائل، حتى نزلت آية العصمة: * (والله يعصمك من الناس) * ".
وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن عصمة بن مالك الخطمي، قال:
" كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بالليل حتى نزلت * (والله يعصمك من الناس) * فترك الحرس ".
قلت:
وهذه الأحاديث ليس فيها ذكر سبب نزول الآية، ولا تعارض حديث نزولها يوم الغدير في علي عليه السلام.
وبهذه الأحاديث يرد ما زعموا من نزولها في أعرابي أراد قتله وهو نائم تحت شجرة، ورووا فيه حديثا عن محمد بن كعب القرظي، مع ما هنالك من قرائن الكذب!
ومما ذكره القوم في ذيل الآية ما جاء في تفسير الإمام أبي الحسن
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست