مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٤٣٣
تقدم أن محمد بن مسعود العياشي مع اعترافه بفطحية عبد الله بن بكير وابن فضال، صرح بأنهما من فقهاء أصحابنا (1) فليكن كلام ابن أبي عمير في أبان: " أنه من مشايخنا " من هذا القبيل، وكذلك حكاية الإجماع من الكشي.
قلنا: هذا وإن كان ممكنا في نفسه، لكن في المقام مستبعد إرادة هذا المعنى جدا، إذ تقديمه على مثل هشام بن سالم الثقة، الجليل القدر يؤكد إرادة الظهور من مشايخنا، وأيضا إنا نقطع بأن المراد من مشايخنا بالإضافة إلى هشام بن سالم، هو المعنى الخاص، وهو مؤيد آخر لإرادة هذا المعنى بالنسبة إلى أبان.
وبالجملة: إن الظن الحاصل من قول ابن أبي عمير - المحكي في كتابين من الكتب المعتبرة للصدوق بطريق صحيح - بصحة عقيدة أبان، وجلالة قدره أقوى من الظن الحاصل بفساد عقيدته من قول ابن فضال - المحكي عنه في رجال الكشي الذي حكم جمع من فحول (العلماء) الأعلام، كالنجاشي والعلامة، وغيرهما (نور الله مراقدهم) بأن فيه أغلاطا كثيرة - المطابق للوجدان.
وبالجملة: الترجيح لجانب المدح باعتبار المادح والحاكي عنه والمحكي فيه، فالظاهر صحة عقيدته (ووثاقته، مضافا إلى أن الظاهر من قوله: " إنه كان من الناووسية "، أنه كان وعدل عنه، فتأمل.
ومما يدل على صحة عقيدته) (2) وانتفاء كونه من الناووسية، روايته عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) أن الأئمة اثنا عشر، ففي باب " ما جاء في

(1) تقدم في ص 421.
(2) ما بين القوسين سقط من نسخة " م ".
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»
الفهرست