مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٧٠
أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه!
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دعوهن! فإنهن خير منكم!
وفي رواية أخرى: إن الرسول عندما قال: " ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا "، تنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا:
هجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): دعوني! فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه.
وفي خبر البخاري: لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده.
فقال عمر: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله.
فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لهم: قوموا! (1).
قال عبد الله بن مسعود: فكان ابن عباس يقول: الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
وأخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قال: يوم الخميس! وما يوم الخميس! ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ.

(١) البخاري ١ / ٦٦ ح ٥٥ كتاب العلم، وكتاب المرضى 4 / 212 ح 10.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست