مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٩٠
لأنا نقول:
لو كان جميع تلك الأخبار موضوعة لكان كما تقول، لكنه ليس الأمر هكذا، إذ كثير منها كانت مروية عن الأئمة (عليهم السلام) بطرق لم يكن لهم طريق إلى ردها، فلم يمكنهم إلا ذكرها، وإن لم يكن لهم علم بتأويلها، كما أشار إليه الصدوق (1)، وورد في الأخبار الكثيرة من لزوم قبول الأحاديث المنسوبة إلى الأئمة (عليهم السلام)، وترك تأويلها إليهم حين لم يعلم، وأنهم (عليهم السلام) كانوا يتكلمون على سبعين وجها، وأن حديثهم صعب مستصعب لا يحتمله كل أحد.
على أن ذلك ليس مختصا بهم، بل جار في كلام جميع المحدثين كما أشرنا. فتدبر.
وقد ورد مجملا في بعض الأخبار أيضا ما يشعر بحسن حال القميين، وكون الأئمة عنهم راضين:
كقول الصادق (عليه السلام) ليونس بن يعقوب - حين سأله عن عمران بن عبد الله الأشعري القمي -: " هذا نجيب قوم نجباء، ما نصب لهم جبار إلا قصمه الله " (2) يعني أهل قم، والأشاعرة منهم.
وكقول أبي جعفر الثاني (عليه السلام) لعلي بن مهزيار في توقيعه إليه: " قد فهمت ما ذكرت من أمر القميين - خلصهم الله وفرج عنهم - وسررتني بما ذكرت من ذلك " (3)... الخبر.
وغير ذلك مما لا يسع المقام ذكره.

(1) كما مر في صفحة 186.
(2) رجال الكشي: 333 رقم 609.
(3) رجال الكشي: 550 رقم 1040.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست