مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٢٠٤
ولا خلاف في أن إيذاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) موجب لاستحقاق اللعن.
أما الصغرى فظاهرة، وأما الكبرى فقد أخرج الترمذي في (سننه) (1) عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ".
5 - وقوله تعالى: * (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم) * (2).
وقد كان اللعين منافقا ظاهر النفاق، دلت على ذلك أقواله وأفعاله وأحواله.
فقد اشتهر عنه أنه لما جاءه رأس الحسين (عليه السلام) جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات ابن الزبعرى المشهورة:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا: يا يزيد لا تشل قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل (3) قال الإمام أحمد - في ما حكاه عنه القاضي أبو يعلى في كتاب

(١) سنن الترمذي ٥ / ٦٥٣ ح ٣٨٥٤.
(٢) سورة التوبة ٩: ٦٨.
(٣) البداية والنهاية ٨ / ١٥٤ و ١٦٣ و ١٧٩، قال ابن كثير - بعد إيراد الأبيات -: فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فلعنة الله عليه ولعنة اللاعنين، تاريخ الطبري ٤ / 537 و 623، قال الطبري: فقال [يعني يزيد] مجاهرا بكفره ومظهرا لشركه:..، ثم قال الطبري - بعد ذكر الأبيات -: هذا هو المروق من الدين، وقول من لا يرجع إلى الله ولا إلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله، ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست