مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٢٣
وتوابعه، فاصدقوا كما يصدق الصادقون ولا تكونوا مع الكاذبين، كما في قوله: * (واركعوا مع الراكعين) *.
وإما أن يراد به: كونوا مع الصادقين في كل شئ وإن لم يتعلق بالصدق.
والثاني باطل.
فإذا كان الأول هو الصحيح، فليس هذا أمرا بالكون مع شخص معين، بل المقصود: أصدقوا ولا تكذبوا.
7 - إذا أريد: كونوا مع الصادقين مطلقا، فذلك لأن الصدق مستلزم لسائر البر، فهذا وصف ثابت لكل من اتصف به.
8 - إن الله أمرنا أن نكون مع الصادقين، ولم يقل مع المعلوم فيهم الصدق، ولسنا مكلفين في ذلك بعلم الغيب.
9 - هب أن المراد: مع المعلوم فيهم الصدق، لكن العلم كالعلم في قوله: * (فإن علمتموهن مؤمنات) * والإيمان أخفى من الصدق، فإذا كان العلم المشروط هناك يمتنع أن يقال فيه ليس إلا العلم بالمعصوم، كذلك هنا يمتنع أن يقال: لا يعلم إلا صدق المعصوم.
10 - هب أن المراد علمنا صدقه، لكن يقال: إن أبا بكر وعمر وعثمان ونحوهم ممن علم صدقهم، وإنهم لا يتعمدون الكذب، وإن جاز عليهم الخطأ أو بعض الذنوب، فإن الكذب أعظم.
11 - إنه لو قدر أن المراد به المعصوم، لا نسلم الإجماع على انتفاء العصمة عن غير علي، فإن كثيرا من الناس الذين هم خير من الرافضة يدعون في شيوخهم هذا المعنى وإن غيروا عبارته.
فاقرأ وتأمل!!
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست