مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ١١٣
من الأحاديث، أو أنه سمع شيئا منه ولكنه لم يسمع منه ذلك الحديث بعينه الذي رواه عنه.
ويعرف هذا النوع إما بتصريح أقطاب هذا الفن، وإما باعتراف من الراوي نفسه، أو بإنكار المروي عنه وتصريحه بأن الراوي لم يسمع منه ذلك، وتجري على هذا بعض أسباب الإرسال الآتية من سهو أو نسيان، وأما العمد فمسقط لعدالته، وهذا النوع من الإرسال أطلق عليه بعضهم " المزيد في متصل الأسانيد " وعده آخرون نوعا مستقلا وهو الصواب (1).
أسباب الإرسال:
بعد التعرف على معنى المرسل وما يرد على تعريفه الخاص، يحسن التعرف على أسباب الإرسال، وهي:
1 - استخدام التقية في التحديث، وهي ظاهرة عامة لا تخص فريقا من المسلمين، ومما يدلل على وجودها ما قاله يونس بن عبيد، قال: " سألت الحسن البصري فقلت: يا أبا سعيد! إنك تقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! وإنك لم تدركه؟ فقال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك، إني في زمان كما ترى - وكان في زمان الحجاج - كل شئ سمعتني أقوله: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا (عليه السلام) " (2).

(١) للمزيد راجع: تدريب الراوي ٢ / ١٢٠، مستدركات مقباس الهداية - للشيخ محمد رضا المامقاني - 5 / 366 مستدرك رقم 128.
(2) تدريب الراوي 1 / 107، قواعد التحديث: 142 - 143.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست