مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٥٦
وابن قتيبة، وقال ابن زيد: هو الإسلام.
والرابع: إنه عهد الله، قاله مجاهد، وعطاء، وقتادة - في رواية - وأبو عبيد.
والخامس: إنه الإخلاص، قاله أبو العالية.
والسادس: إنه أمر الله وطاعته، قاله مقاتل بن حيان.
ابن الجوزي في تفسيره 2 / 432.
فأنت ترى أنه ليس من بين هذه الأقوال المعتبرة ما يشبه هذا القول المروي عن جعفر الصادق، والذي لا يؤيده نقل صادق ولا عقل حاذق.
أما الأبيات المنسوبة للإمام الشافعي، فليست في ما هو مطبوع من شعره، كما أن من له خبرة بالشعر، وبديباجة شعر الشافعي، يجزم بأن هذا الشعر منحول عليه، وخاصة البيت الثاني.
أما الدليل الأظهر على النحل، فهو أنه لا يمكن للشافعي أن يقول:
وأمسكت حبل الله...
فإن الفصحاء، بل البسطاء في علم العربية، يعرفون أن الفعل أمسك يتعدى بالباء لا بنفسه، فهل يجوز هذا الغلط على مثل الشافعي إمام الفصحاء، ومن كان كلامه حجة في اللغة؟!
قال عبد الملك بن هشام صاحب المغازي، إمام أهل مصر في عصره في اللغة والنحو: الشافعي، حجة في اللغة، وكان إذا شك في شئ من اللغة بعث إلى الشافعي فسأله عنه.
وقال أبو عبيد: كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة.
وقال أيوب بن سويد: خذوا عن الشافعي اللغة.
وقال أبو عثمان المازني: الشافعي عندنا حجة في النحو.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست