مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ٨٤
أبي طالب... "!!
وابن ماجة، قال: " قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعد، فذكروا عليا، فنال منه، فغضب سعد وقال... ".
فجاء ابن كثير وحذف منه " فنال منه، فغضب سعد " (1).
وفي (الفضائل) لأحمد: " ذكر علي عند رجل وعنده سعد بن أبي وقاص، فقال له سعد: أتذكر عليا؟! " (2).
وأبو نعيم وبعضهم حذف القصة من أصلها، فقال: " عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله: في علي ثلاث خلال... " (3).
هذا، والسبب في ذلك كله معلوم! إنهم يحاولون التغطية على مساوئ سادتهم ولو بالكذب والتزوير! ولقد أفصح عن ذلك بعضهم، كالنووي، حيث قال: " قال العلماء: الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها، قالوا: ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله، فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدا بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول: هل امتنعت تورعا أو خوفا أو غير ذلك؟! فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر.
ولعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار، وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال.
قالوا: ويحتمل تأويلا آخرا، أن معناه: ما منعك أن تخطئه في رأيه

(1) تاريخ ابن كثير 7 / 340.
(2) فضائل علي - لأحمد بن حنبل -: مخطوط.
(3) حلية الأولياء 4 / 356.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست