مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٤ - الصفحة ٣٦٠
مفيد لمعناه، وهو الذي يسميه النحويون: الجمل) (59).
وقد درج على استعمالها بهذا المعنى جمع من النحاة كالجرجاني (ت 471 ه‍) (60) والحريري (ت 516 ه‍) (61)، والزمخشري (ت 538 ه‍) (62)، وابن الخشاب (ت 567 ه‍) (63)، وأبي البقاء العكبري (ت 616 ه‍) (64)، وابن يعيش (ت 643 ه‍) (65).
وجاء ابن مالك (ت 672 ه‍) فصرح بالفرق بين الجملة والكلام، إذ عرف الكلام بقوله: (الكلام ما تضمن من الكلم إسنادا مفيدا مقصودا لذاته) (66)، وقد أراد بقيد (لذاته) إخراج ما هو مقصود لغيره كجملة الصلة (67)، نحو: جاء أبوه، من قولنا: جاء الذي قام أبوه، فهي جملة وليست كلاما، لأن الإسناد فيها (ليس مقصودا لذاته، بل لتعيين الموصول وتوضيحه، ومثلها الجملة الخبرية والحالية والنعتية) (68)، إذ لم تقصد لذاتها، بل لغيرها،

(٥٩) أ - الخصائص، ابن جني، تحقيق محمد علي النجار ١ / ١٧.
ب - اللمع في العربية، ابن جني، تحقيق فائز فارس، ص ٢٦.
(٦٠) المقتصد في شرح الإيضاح، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق كاظم بحر المرجان ١ / ٦٨.
(٦١) شرح على متن ملحة الإعراب، الحريري، ص ٣.
(٦٢) المفصل في علم العربية، الزمخشري، ص ٦.
(٦٣) المرتجل، ابن الخشاب، تحقيق علي حيدر، ص ٢٨ و ٣٤٠.
(٦٤) مسائل خلافية في النحو، أبو البقاء العكبري، تحقيق محمد خير الحلواني، ص ٣١ (٦٥) شرح المفصل، ابن يعيش، ١ / ٢١.
(٦٦) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، ابن مالك، تحقيق محمد كامل بركات، ص 3.
(67) أ - شرح الأشموني على الألفية، تحقيق محيي الدين عبد الحميد 1 / 21.
ب - البهجة المرضية، السيوطي 1 / 8.
(68) حاشية الصبان على شرح الأشموني 1 / 21.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 363 365 367 368 ... » »»
الفهرست