مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٤ - الصفحة ٣٥٠
قولك: صه، بمعنى اسكت، ومه، بمعنى اكفف، ففي كل منهما ضمير مستتر للمخاطب، والضمير المستتر يجري مجرى الاسم ظاهرا) (13) وعرفه الزمخشري (ت 538 ه‍) بقوله: (الكلام هو المركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى) (14).
وقال ابن يعيش في شرحه: إن مراده (بالمركب اللفظ المركب، فحذف المركب لظهور معناه، وقوله: (من كلمتين) فصل احترز به عما يتألف من الحروف، نحو الأسماء المفردة... وقوله: (أسندت إحداهما إلى الأخرى) فصل ثان احترز به عن مثل معدي كرب وحضر موت، وذلك أن التركيب على ضربين: تركيب إفراد... [وهو] أن تأتي بكلمتين فتركبهما وتجعلهما كلمة واحدة بإزاء حقيقة واحدة... ولا تفيد هذه الكلم بعد التركيب...
وتركيب الإسناد أن تركب كلمة مع كلمة تنسب إحداهما إلى الأخرى... على السبيل الذي به يحسن موقع الخبر وتمام الفائدة) (15).
وإنما عبر بالإسناد دون الإخبار، لأن الإسناد أعم، إذ يشمل النسبة التي في الكلام الخبري والطلبي والإنشائي (16).
وقام ابن الحاجب (ت 646 ه‍) باختزال تعريف الزمخشري، فقال:
(الكلام ما تضمن كلمتين بالإسناد) (17).
وجرى أبو حيان (ت 745 ه‍) مجراهما في التعريف، فقال: (الكلام

(١٣) شرح على متن ملحة الإعراب، ص ٢.
(١٤) المفصل في علم العربية، الزمخشري، ص ٦.
(١٥) شرح المفصل، ابن يعيش ١ / ٢٠.
(١٦) أ - شرح الرضي على الكافية، تحقيق يوسف حسن عمر ١ / ٣٣.
ب - شرح المفصل، ابن يعيش ١ / ٢٠.
(١٧) شرح الرضي على الكافية ١ / 31.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست