مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٢ - الصفحة ٤٢٣
حين إدراك المنية (4) - بملازمة تقوى الله تعالى، فإنها السنة القائمة، والفريضة اللازمة، والجنة الواقية، والعدة الباقية، وأنفع ما أعده الإنسان ليوم تشخص فيه الأبصار، ويعدم عنه الأنصار.
وعليك باتباع أوامر الله تعالى، وفعل ما يرضيه، واجتناب ما يكرهه والانزجار عن نواهيه، وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانية، وصرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية، والارتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال، والارتفاع إلى أوج العرفان عن مهبط الجهال، وبذل المعروف، ومساعدة الإخوان، ومقابلة المسئ بالإحسان، والمحسن بالامتنان.
وإياك ومصاحبة الأرذال، ومعاشرة الجهال، فإنها تفيد خلقا ذميما، وملكة رديئة.
بل عليك بملازمة العلماء ومجالسة الفضلاء، فإنها تفيد استعدادا تاما لتحصيل الكمالات، وتثمر لك ملكة راسخة لاستنباط المجهولات وليكن يومك خيرا من أمسك (5).
وعليك بالصبر والتوكل والرضا.
وحاسب نفسك في كل يوم وليلة وأكثر من الاستغفار لربك.
واتق دعاء المظلوم، خصوصا اليتامى والعجائز، فإن الله لا يسامح بكسر كسير.
وعليك بصلاة الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله حث عليها.

(٤) إشارة إلى معنى الآية: ١٨٠ من سورة البقرة وهي قوله تعالى: (وكتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين).
(٥) إشارة إلى معنى الحديث الوارد في أمالي الصدوق: ٣٢١ ح ٤ ومعاني الأخبار: ١٨٩، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (من اعتدل يوماه فهو مغبون،...).
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست