مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ١٠٠
وثانيا: إن الأوصاف والألقاب التي يذكرونها بتراجم الدارقطني لتكذب أن يتخذ " كذابا، وضاعا، سارقا " شيخا له، فيروي عنه الأحاديث النبوية والأحكام الشرعية!!
يقولون بترجمة الدارقطني ووصفه:
الإمام الحافظ المجود، شيخ الإسلام، علم الجهابذة... من بحور العلم ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله...
صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع... فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته، انتهى إليه علو الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة... لم يأت بعد النسائي مثله... أمير المؤمنين في الحديث... (69).
وثالثا: إن قول ابن الجوزي والسيوطي " هو العدوي الوضاع " اجتهاد في مقابلة نص الدارقطني على أنه غيره كما ستعرف.
ورابعا: إن ابن الجوزي - المتوفى سنة 597 ه‍ - غير جازم بسرقة الحديث من " إسحاق ".. وهل ترد الأحاديث المعتبرة الثابتة ب‍ " لعل "؟! ثم يأتي السيوطي - المتوفى سنة 911 ه‍ - وكأنه جازم، فيسقط كلمة " لعل "!
وخامسا: قد عرفت أن " إسحاق بن إبراهيم " إنما تكلم فيه الأزدي، ومن هنا لم يطعن ابن الجوزي في الحديث عن البراء إلا اعتمادا عليه حيث قال:
" قال الأزدي: كان إسحاق بن إبراهيم يضع الحديث " وقد قدمنا عن الحافظ الذهبي أن الأزدي لا يعتد بقوله... حتى أنه قال فيه في موضع آخر بترجمة أحد الرجال: " وقال أبو الفتح الأزدي: هو ضعيف، لم أر في شيوخنا من يحدث عنه. قلت: هذه مجازفة، ليت الأزدي عرف ضعف نفسه! " (70). وقال

(٦٩) هذه كلمات من: الحاكم، الخطيب، الذهبي... أنظر: تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٩ و ١٠ / ١٦٧، ميزان الاعتدال ٤ / ٨ عند نقل كلام عنه.
(٧٠) سير أعلام النبلاء ١٣ / 389.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست