مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٦٩
يا عادلا عنه تبغي بالهوى رشدا * إعدل إليه ففيه الخير والرشد والله والله التاركيه عموا * عن شافيات عظات كلها سدد كأنها العقد منظوما جواهرها * صلى على ناظميها ربنا الصمد ما حالهم دونها إن كنت تنصفني * إلا العنود وإلا البغي والحسد (10) قال علي بن أحمد الفنجكردي النيسابوري (7):
نهج البلاغة من كلام المرتضى * جمع الرضي الموسوي السيد

(٧) هو شيخ الأفاضل أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الفنجكردي النيشابوري، المتوفى سنة ٥١٣ ه‍.
ترجم له ظهير الدين البيهقي فريد خراسان في وشاح الدمية - وحكاه عنه ياقوت - قال: الإمام علي بن أحمد الفنجكردي، الملقب بشيخ الأفاضل، أعجوبة زمانه، وآية أقرانه، وشيخ الصناعة، والممتطي غوارب البراعة..
وترجم له السمعاني في الأنساب ٩ / ٣٣٤ وفي التحبير ١ / ٥٦٢ رقم ٥٤٥، قال:
هو الأستاذ البارع، صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك السلاسة، الباقيين معه على هرمه وطعنه في السن على كمال الطراوة، قرأ أصول اللغة على أبي يوسف يعقوب بن أحمد الأديب وغيره وأحكمها، وتخرج فيها، وكان سليم النفس، أمين الجيب، عفيفا خفيفا، ظريف المحاورة، قاضيا للحقوق، محمود الأحوال، مرضي السيرة، حسن الاعتقاد، مكبا على الاستفادة والإفادة، مشتغلا بنفسه... وتوفي ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
وهو الذي حث الميداني على تأليف كتابه في اللغة " السامي في الأسامي " فذكره في خطبته وأثنى عليه بقوله:
الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الفنجكردي، متع الله أهل الأدب بطول مدته، وصرف المكاره عن سدته، فهو بقية المشايخ وإمام الجماعة، والمرجوع إليه اليوم في هذه الصناعة، صاحب الأخلاق النقية، والمعرب عن فضله من غير التقية، بل هو الأب لا يسعني عقوقه، ولا يرفض لدى حقوقه...
وترجم له ابن شهرآشوب في معالم العلماء، برقم ٤٨١، وقال: له كتاب تاج الأشعار، وسلوة الشيعة، وهي أشعار أمير المؤمنين عليه السلام.
أقول: ذكر شيخنا رحمه الله هذين الكتابين في الذريعة ٣ / ٢٠٥ و ٩ / ١٠١ و ٨٤٩ و ١٢ / ٢٢٣ واعتبرهما كتابا واحدا، وأظنهما كتابين، فقد جمع شعر أمير المؤمنين عليه السلام وعمل ديوانه زهاء العشرين رجلا، بدء بالجلودي - المتوفى سنة ٣٣٢ ه‍ - وإلى السيد الأمين العاملي، ثم زميلنا المعاصر العلامة المحمودي أبقاه الله.
وقد عد الدكتور منزوي في فهرس المكتبة المركزية لجامعة طهران ٢ / ١١٦ - ١٢٥ سبعة عشر رجلا منهم، وراجع الذريعة ٩ / ١٠١ - ١٠٢، فقد ذكر فيه تسعة منهم، ومنهم من جمع له عليه السلام ديوانين، أو قل جمع ديوانه مرتين، كالفنجكردي، له تاج الأشعار وله سلوة الشيعة، وقطب الدين الكيدري له الحديقة الأنيقة، وله أنوار العقول من أشعار وصي الرسول.
وربما نتحدث في المستقبل عن شعر أمير المؤمنين عليه السلام ومن جمعه وعن مخطوطه ومطبوعه وشروحه وترجماته.
وللفنجكردي ترجمة حسنة في الغدير ٤ / ٣١٩، وأورد له أبياته في الغدير، منها قوله رحمه الله:
لا تنكرن غدير خم إنه * كالشمس في إشراقها بل أظهر وقوله:
يوم الغدير سوى العيدين لي عيد * يوم يسر به السادات والصيد نال الإمامة فيه المرتضى وله * فيه من الله تشريف وتمجيد وأورد أبيات أسعد بن مسعود العتبي - المتوفى ٤٧٤ ه‍ - في (الفنجكردي) وهي قوله:
يا أوحد البلغاء والأدباء * يا سيد الفضلاء والعلماء يا من كأن عطاردا في قلبه * يملى عليه حقائق الأشياء ذكرهما ياقوت في معجم الأدباء ٢ / ٢٤٢ نقلا عن الوشاح، والصفدي في الوافي بالوفيات ٩ / ٣٠.
ومن مصادر ترجمة الفنجكردي: معجم الأدباء ٥ / ١٠٣، بغية الوعاة ٢ / ١٤٨ - وكلاهما نقل ترجمته عن السياق لعبد الغافر ولم أجده في منتخبه! - طبقات أعلام الشيعة، الثقات العيون: ١٨١، أعيان الشيعة ٨ / ١٥٦، رياض العلماء ٣ / ٣٥٢، الكنى والألقاب - للقمي - ٣ / ٣٤، معجم رجال الحديث ١١ / 257.
والفنجكردي - بفتح الفاء وكسر الكاف - نسبة إلى بنج كرد من قرى نيشابور.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست