مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٦٨
(9) وللأديب يعقوب بن أحمد النيسابوري المتوفى سنة 474 (6):
نهج البلاغة نهج مهيع جدد * لمن يريد علوا ما له أمد

(٦) هو أبو يوسف - وقيل: أبو سعد - يعقوب بن أحمد بن محمد بن أحمد القاري الكردي النيسابوري، المتوفى سنة ٤٧٤ ه‍.
ترجم له معاصراه: الثعالبي في تتمة اليتيمة برقم ١١٨، والباخرزي في الدمية، برقم ٣٦٢، وأوردا شيئا من نظمه، وأثنيا عليه، فقال الثعالبي: " قد امتزج الأدب بطبعه، ونطق الزمان بفضله... " وأما الباخرزي فقال: " لا أعرف اليوم من ينوب منابه في أصول الأدب محفوظا ومسموعا، حتى كأنه قرآن أوحي إليه مفصلا ومجموعا، فتأليفاته للقلوب مآلف، وتصنيفاته في محاسن أوصافها وصاف ووصائف، والكتب المنقشة بآثار أقلامه تذرى بالروض الضاحك غب بكاء رهامه... ".
وترجم له الفارسي في السياق والصريفيني في منتخبه، رقم ١٦٦١، ووصفه بالأديب البارع الكردي، أستاذ البلد، وأستاذ العربية واللغة، معروف مشهور، كثير التصانيف والتلاميذ، مبارك النفس، جم الفوائد والنكت والطرف، مخصوص بكتب أبي منصور الثعالبي، تلمذ للحاكم أبي سعد ابن دوست، وقرأ الأصول عليه وعلى غيره، وصحب الأمير أبا الفضل الميكالي، ورأى العميد أبا بكر القهستاني، وقرأ الحديث الكثير وأفاد أولاده، وتوفي في رمضان سنة ٤٧٤...
وترجم له ابن شاكر في فوات الوفيات 4 / 344 رقم 582 وقال: وقرأ الحديث الكثير على المشايخ، ونسخ الكتب بخطه الحسن، وكان متواضعا يخالط الأدباء، وله نظم ونثر وتصانيف وفرائد ونكت وطرف.
وترجم له الفيروزآبادي في البلغة: 686 رقم 410، فقال: شيخ وقته في النحو واللغة والآداب، كثير التصانيف والتلاميذ.
وترجم السمعاني في معجم شيوخه لابنه الحسن ثم قال: ووالده الأديب صاحب التصانيف الحسنة، وكان أستاذ أهل نيسابور في عصره، وكان غاليا في الاعتزال، داعيا إلى الشيعة...
وله ترجمة في إنباه الرواة 4 / 45، وطبقات النحاة - لابن قاضي شبهة - رقم 539، وبغية الوعاة 2 / 347.
وبالرغم من وصفهم له بكثرة التصانيف وبأنها حسنة، لم يذكروا له سوى البلغة وجونة الند..
ذكرهما السيوطي في البغية.
فأما البلغة في اللغة فقد حقق وطبع في طهران سنة 1389 ه‍ من قبل بنياد فرهنك، وأما جونة الند فلم نعثر له على مخطوط.
ويعقوب بن أحمد هذا من أقدم من أشاد بذكر نهج البلاغة ولهج به، وكان السبب في رواجه وشهرته والإقبال عليه في المشرق الإسلامي، وقد نظم هذه الأبيات في تقريظ " نهج البلاغة " وكتبها على نسخته منه، واقتدى به ابنه الحسن وتلميذه الفنحكردي الآتيان، وتصدر لإقراء " نهج البلاغة " فكان يقرأ عليه ويصحح ويقابل على نسخته، فانعكس على كثير من مخطوطاته القديمة المتبقية حتى الآن كما تقدم، تجدها منقولة من نسخته أو مقابلة عليها، وعلى أكثرها تقريظه وتقريظ ابنه، مما يدل على بالغ اهتمامه بهذا الكتاب، وعلى أثر ذلك كثرت شروحه في تلك الرقعة قبل غيرها، فشرحه الإمام الوبري الخوارزمي، وظهير الدين البيهقي فريد خراسان، وعلي ابن ناصر السرخسي، وقطب الدين الكيدري، والفخر الرازي، وغيرهم، وسوف نأتي على ذكرهم ببسط وتفصيل تحت عنوان: شروح نهج البلاغة.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست