مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٣ - الصفحة ٣١٠
بكلمة مما أسر به إليك حتى أموت، وبعد موتي باثني عشر شهرا، فإني أخبرك بخبر أصله من الله تعالى، تقوله غدوة وعشية، فيشتغل ألف ألف ملك يعطى كل ملك منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة، ويوكل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل منهم قوة ألف ألف مستغفر، ويبنى لك في الفردوس ألف ألف قصر في كل قصر ألف ألف بيت، تكون فيها جار جدك عليه السلام، ويبنى لك في دار السلام بيت تكون فيه جار أهلك، ويبنى لك في جنة عدن ألف مدينة، ويحشر معك من قبرك كتاب ناطق ينطق بالحق يقول: إن هذا لا سبيل للفزع ولا للخوف ولا لمزلة الصراط ولا للعذاب عليه، ولا تموت إلا وأنت شهيد، وتكون حياتك ما حييت وأنت سعيد، ولا يصيبك فقر أبدا، ولا فزع ولا جنون ولا بلوى أبدا، ولا تدعو الله عز وجل بدعوة في يومك ذلك في حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أتتك كائنة ما كانت، بالغة ما بلغت، في أي نحو شئت، ولا تطلب إليه حاجة لك ولا لغيرك من أمر الدنيا والآخرة إلا سبب لك قضاءها، وتكتب لك في كل يوم بعدد أنفاس أهل الثقلين بكل نفس ألف ألف حسنة، ويمحى عنك ألف ألف سيئة وترفع لك ألف ألف درجة، ويوكل بالاستغفار لك العرش والكرسي والفردوس حتى تقف بين يدي الله عز وجل.
فعاهدني يا بني ألا تعلم هذا الدعاء لأحد إلى محل منيتك، فلا تعلمه أحدا إلا أهل بيتك وشيعتك ومواليك، فإنك إن لم تفعل ذلك وعلمته كل أحد طلبوا الحوائج إلى ربهم تعالى في كل نحو فقضاها لهم، وإني لأحب أن يتم ما أنتم عليه فتحشرون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
ولا تدعو به إلا وأنت طاهر، وجهك مستقبل القبلة، فإن فعلت ذلك في يوم الجمعة بعد صلاة العصر كان أفضل.
فعاهده الحسين عليه السلام على ذلك.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست