مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٣ - الصفحة ٣٥٠
رأيتم دحية الكلبي عندي جالسا فلا يقربني أحد منكم " وكان جبرئيل عليه السلام يأتيه في صورة دحية الكلبي، وإني أتيته يوما لأسلم عليه فرأيته نائما ورأسه في حجر دحية الكلبي، فغمضت عيني ورجعت.
فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال لي: من أين جئت؟
قلت: من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخبرته الخبر.
فقال لي: ارجع معي، فلعلك أن تكون لنا شاهدا على الخلق، فمشى ومشيت معه، حتى أتينا باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجلست من وراء الباب، ودخل علي عليه السلام فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأجابه دحية الكلبي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين، ادن مني فخذ رأس ابن عمك من حجري فأنت أولى به مني.
فوضع رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجر علي عليه السلام ثم نظرت فلم أره.
ومكث النبي صلى الله عليه وآله وسلم مليا ثم انتبه، فنظر إلى علي عليه السلام، فقال: يا علي، من حجر من أخذت رأسي؟ قال: من حجر دحية الكلبي،، يا رسول الله. قال: بل أخذته من حجر جبرئيل، فأي شئ قلت حين دخلت؟ وما الذي قال لك؟
قال: قلت " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فقال لي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين، ادن مني فخذ رأس ابن عمك من حجري فأنت أولى به مني.
فقال: صدق، أنت أولى بي منه، فهنيئا لك يا علي، رضي عنك أهل السماء، وسلمت عليك الملائكة بإمرة المؤمنين، فلتهنك هذه الفضيلة والكرامة من الله عز وجل.
وما لبث أن خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرآني من وراء الباب، فقال لي: يا حذيفة، أسمعت شيئا؟ فقلت: إي - والله - سمعته،
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست