مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٣ - الصفحة ٣٥٤
أن لا ألهم حب علي إلا من أحببته، فمن أحببته ألهمته ذلك، ومن أبغضته ألهمته بغضه وعداوته.
يا أعرابي، ألا أنبئك بالثانية؟ قال: بلى يا رسول الله.
قال: كنت يوم أحد جالسا وقد فرغت من جهاز عمي حمزة، وإذا أنا بجبرئيل عليه السلام وقد هبط علي، فقال: يا محمد، الله يقرؤك السلام ويقول لك: إني فرضت الصلاة ووضعتها عن العليل، والزكاة فوضعتها عن المعسر، والصوم فوضعته عن المسافر، والحج فوضعته عن المقتر، والجهاد فوضعته عمن له عذر، وفرضت ولاية علي عليه السلام ومحبته على جميع الخلق، فلم أعط أحدا فيها رخصة طرفة عين.
يا أعرابي، ألا أنبئك بالثالثة؟ قال: بلى.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما خلق الله عز وجل شيئا إلا جعل له سيدا، فالنسر سيد الطير، والثور سيد البهائم، والأسد سيد السباع، وإسرافيل سيد الملائكة، ويوم الجمعة سيد الأيام، وشهر رمضان سيد الشهور، وأنا سيد الأنبياء، وعلي سيد الأوصياء.
يا أعرابي، ألا أنبئك بالرابعة؟ قال: بلى يا رسول الله.
قال: يا أعرابي، حب علي شجرة أصلها في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن تعلق بغصن من أغصانها في الدنيا أورده الجنة، وبغض علي شجرة أصلها في النار وأغصانها في الدنيا، فمن تعلق بغصن من أغصانها أورده النار.
يا أعرابي، ألا أنبئك بالخامسة؟ قال: بلى، يا رسول الله.
قال: إذا كان يوم القيامة يؤتي بمنبري فينصب عن يمين العرش، ويؤتى بمنبر إبراهيم عليه السلام فينصب عن يمين العرش، يا أعرابي، والعرش له يمينان، فمنبري عن يمين، ومنبر إبراهيم عن يمين، ثم يؤتي بكرسي عال مشرف، فينصب بين المنبرين معروف بكرسي الكرامة لعلي، فأنا عن يمين العرش على منبري وإبراهيم عليه السلام عن يمين العرش على منبره، وعلي
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست