مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ١٥٧
الطباعة العربية في إيران نظرا لاتحاد الأبجدية العربية والفارسية، صار من السهل على أصحاب المطابع الإيرانية طباعة الكتاب العربي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن اللغة العربية هي اللغة الأم للتراث الإسلامي المشترك بين عامة المسلمين.
وقد عرفت عناية الشعب المسلم في إيران بهذا التراث منذ العصر الإسلامي الأول، تدوينا، وحفظا، ودراسة.
ولذلك تغلغلت العربية في ثقافة هذا الشعب، وتفاعلت مع لغته وامتزجت فيها، ولم تكن العربية بعيدة عن تراثه، ومصادر ثقافته.
كما نلاحظ ذلك في انفتاح هذا الشعب على القرآن الكريم وعلومه، وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، والتراث الذي أنجزه علما " الإسلام في مختلف حقول المعرفة الإسلامية.
من هنا تبلور الاهتمام المتميز الذي يبديه العلماء وطلاب العلوم الإسلامية والمثقفون في إيران بالكتاب العربي الإسلامي.
ولعل أبرز مؤشر على ذلك هو العدد الهائل من الكتب العربية التي تطبع في إيران سنويا وما طبع منها منذ ظهور الطباعة في هذا البلد.
ومن المؤسف أن لا نجد أحدا ممن تناول تأريخ الطباعة العربية، يضع إيران في موقعها المناسب في الحديث عن ذلك، بل وجدنا من جهل أو تجاهل دور إيران في طباعة وتصحيح وتحقيق ونشر الكتاب العربي، فلم ترد لديه أية إشارة لهذا الدور الكبير، الذي أضحت تضطلع به مؤسسات عتيدة لإحياء ونشر التراث الإسلامي، تجاوز عددها في قم فقط سبعون مؤسسة في أيامنا هذه.
لقد ظهر الاهتمام بطباعة ونشر الكتاب العربي في وقت مبكر من تأريخ الطباعة في إيران، فنلاحظ مثلا ولادة طباعة الكتاب الفارسي والعربي في
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست